Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
تعد قصة النبي إسماعيل عليه السلام من أروع القصص التي وردت في القرآن الكريم، فهي قصة إيمان مطلق وطاعة كاملة لله، وتجسيدٌ لمعاني الصبر والتسليم، سواء من الأب إبراهيم أو الابن إسماعيل عليهما السلام. سنتعرف في هذا المقال على تفاصيل هذه القصة العظيمة والدروس المستفادة منها، بأسلوب مبسط يناسب الكبار والصغار.
إسماعيل عليه السلام هو ابن النبي إبراهيم الخليل عليه السلام من السيدة هاجر المصرية، وهو أول من وُلد لإبراهيم بعد طول انتظار. وُصف إسماعيل في القرآن بأنه “حليمٌ” و**“صادق الوعد”**، وكان له دور كبير في رفع قواعد الكعبة المشرفة مع والده.
أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم أن يترك زوجته هاجر ورضيعها إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع، وهو ما يُعرف اليوم بمكة المكرمة. امتثل إبراهيم للأمر الإلهي وتركهم هناك ومعهم قليل من الماء والتمر، ودعا ربه:
“رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ…”
(سورة إبراهيم: 37)
نفد الماء، وبدأت هاجر تبحث عن الماء بين جبلي الصفا والمروة، حتى أرسل الله جبريل عليه السلام، فضرب الأرض بجناحه أو بعقبه فنبع ماء زمزم المبارك.
بعد أن كبر إسماعيل، رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه، وكان رؤيا الأنبياء وحيًا. فما كان من إسماعيل إلا أن قال:
“يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”
(سورة الصافات: 102)
وعندما همّ إبراهيم بذبح ابنه، ناداه الله:
“يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”
(سورة الصافات: 104–105)
وفداه الله بكبش عظيم، فكانت هذه اللحظة بداية سُنّة الأضحية في الإسلام.
من الأحداث المهمة في حياة إسماعيل أنه شارك والده إبراهيم في بناء الكعبة. وقد ورد ذلك في قوله تعالى:
“وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ…”
(سورة البقرة: 127)
كان إسماعيل يأتي بالحجارة، بينما يرفع إبراهيم البناء. وهكذا نشأت أقدس بقعة على وجه الأرض بيد نبيين كريمين.
تميز إسماعيل عليه السلام بصفات كثيرة منها:
وقد وصفه الله بأنه “كَانَ رَسُولًا نَبِيًّا”، مما يدل على مكانته الرفيعة بين الأنبياء.
تظل قصة النبي إسماعيل عليه السلام مصدر إلهام لنا في الطاعة والثقة بالله، والتضحية من أجل الإيمان. إنها قصة خالدة ترويها الأجيال، وتُستحضر في كل موسم من مواسم الحج، لتذكرنا بمعاني عظيمة نحن في أمس الحاجة إليها.